الكنيسة الرسولية ببنى مزار
 

 

سفر عوبديا

لمحات عن سفر عوبديا   و نبؤات عن أدوم

_____
 


 
 
مقدمة
 
 
     على الرغم من صغر حجم سفر عوبديا , وهو أصغر أسفار العهد القديم من حيث الحجم إذ يحتوى على أصحاح واحد مكون من 21 عدد , إلا أنه يتضمن معانٍ عميقة لعدل الله الذى لاينسى شر الأشرار حتى وإن صدر منهم فى سياق التأديب لشعبه.   فنقرأ هنا   قرار القصاص العادل لشعب إختار أن يقاوم عمل الله وخطته , وأن يقف موقف العداء الغيرمُبَرَّر لشعب اسرائيل الذى تلقى نهياً مُلزماً من الله " لا تكره أدومياً لأنه أخوك" ( تث 23 :7 ) . 

     أدوم المتكبر المطمئن لتحصنه فى محاجئ الصخر, المحب لسفك الدماء , القائل فى قلبه من يحدرنى الى الأرض , هو مثال للإنسان المتغطرس الذى يتوهم أنه لن ينكسر أبداً أمام أية قوة , والذى يظن أنه يستطيع أن يحمى نفسه من العقاب الإلهى لشروره . الا أن القصاص لابد أن يتم , ولأن الرب تكلم , لابد أن يصير .    و سفر عوبديا وهو يعرض الوعيد من الرب الديان العادل المنتقم لشرور ادوم يقدم المثل لكل إنسان يعتقد أنه بمنأى عن العقاب العادل لخطاياه وشرور قلبه , ومهما كانت قوة و جبروت الإنسان فإنه لن يكون بعيداً عن يد القدير العادل.
   
 

 غرض السفر:-
      
     إظهار أن الله يجازى كل من يسئ الى شعبه .
 
 المرسل اليهم:-
 
     الأدوميون و اليهود فى يهوذا , وشعب الله عموماً.
 
 
 زمن كتابة السفر:-
 
    يُعتقد انه أحد هذه الإحتمالات :-
1-      لدى سقوط أورشليم   بين سنة 627 - 587 ق.م.(2اخ36 :17-21)
2-      بعدما دمر البابليون أورشليم بالكامل سنة 586 ق.م. ( 2مل 25 , 2اخ 36 )
     3- أو أثناء حكم يهورام فى يهوذا بين سنة 853 - 841 ق.م. عندما أهاج الرب الفلسطينيين و العرب على يهورام و يهوذا ( 2 اخ 21 : 16 ) .
     4- والبعض يعتقد أنه تمت كتابته متزامناً مع نبوات ارميا و حزقيال أى حوالى   سنة 570 ق.م.
 
       و هكذا تتحرك الإحتمالات ( ما بين سنة 853 ق.م. و سنة 570 ق.م. ) .
 


كاتب السفر : -


    يعتقد الباحثون أن الكاتب هو ذلك الرجل التقى الذى كان وكيلاً على بيت الملك آخاب فى    (1مل 18) والذى أنقذ مائة نبى عندما قطعت ايزابل الشريرة أنبياء الرب، و قد خبأهم فى مغارتين و عالهم بخبز و ماء ( 1 مل 18 : 3 – 13 ).  
           
      كما يُعتقد أن الكاتب عاش فى الفترة التى عاصرت خراب اورشليم , و أنه تنبأ على إثر خراب أورشليم بيد نبوخذ نصر , و كان معاصراً لكل من إرميا و حزقيال اللذين نطقا بنبواتٍ مروعة عن خراب أ دوم .
 


وقد ورد اسم عوبديا ( لأشخاص عديدين) فى عدة مواضع بالعهد القديم
:-
 
·   يأتى ذكر اسم (عوبديا) فى سفر الملوك الأول الأصحاح 18 فى فترة حكم الملك آخاب و زوجته الشريرة إيزابل معاصراً للنبى العظيم إيليا . و الغالب أنه هو الكاتب.
·        يذكر الإسم (عوبديا) فى ( 1 اخ 3 :21 ) ضمن النسل الملكى من سليمان بعد السبى.
·   يذكر الإسم (عوبديا) فى ( 1 اخ 7 : 3 ) فى نسل يساكر حيث عوبديا بن (يزرحيا ) بن ( عزى ) بن ( تولاع ) بن ( يساكر) .
·   يذكر الإسم (عوبديا) فى ( 1 اخ 8 : 38 ) حيث (عوبديا ) بن ( آصيل ) بن (موصا) بن (زمرى ) بن (يهوعدة ) بن ( آحاز ) بن ( ميخا) بن ( مريببعل ) بن ( يهوناثان ) بن ( شاول ) بن ( قيس ) .
·        يذكر الإسم (عوبديا) فى(1اخبار 9 : 16) و عوبديا بن (شمعيا) بن (جلال)       بن(يدوثون) .
·        يذكر الإسم (عوبديا) فى (1اخبار 9 : 44) حيث عوبديا بن آصيل
·   كما يذكر فى اماكن اخرى : (1اخبار 12 : 9) , (1اخبار 27 : 19) , (2اخبار 17 : 7) , (2اخبار 34 : 12) , (عز 8 : 9) , (نح 10 : 5) , (نح 12 : 25) .
 
إلا أن الأرجح بالطبع أن كاتب سفر عوبديا هو ذلك الرجل التقى الذى كان وكيلاً على بيت آخاب الملك و المذكور فى الملوك الأول اصحاح 18 .
 
 
 
 
معنى اسم عوبديا : -
 
     كلمة عبرية تعنى : {عبد يهوة} او {المتعبد ليهوة}.
 

 


موقع أرض أدوم جغرافياً :-
 
   أرض ادوم ضمن اراضى منطقتها مع مؤاب و بنى عمون و غيرهم , لم تكن تفصلها حدود جغرافية محددة و مخططة مع ما يجاورها كما هو الحال فى العصور الحديثة , كما أن شعوب المنطقة كانت أحياناً ترتحل من مكان الى آخر قد يكون مجاوراً أو يبعد قليلاً حسب أحوال الأرض و عملية الرعى و آبار المياه و الحروب والصراع بين القبائل الذى قد ينتج عنه ضم أرض لأحد أطراف الصراع أو فقد أرض أو تركها طواعية لعدم أهميتها , وغير ذلك من العوامل .
 
 
   و نتيجة لذلك لم تكن الحدود دائما ثابتة , فقد تتسع الأرض أو تضيق أو تتم زحزحتها إلى جهة معينة قليلاً أو كثيراً .
   و المنطقة التى احتلها الأدوميون نسل عيسو كان يقطنها قبلهم الحوريون, وجاء الأدوميون ليطردوا الحوريين ويأخذوا مكانهم
 
 
 
    فأرض ادوم او سعير هى اقليم جبلى وعر يقع فيه جبل هارون و يمتد مسافة 100 ميل اى حوالى 160 كم    بين البحرالميت و خليج العقبة .
    و كانت هذه المنطقة سابقاً يقطنها الحوريون قبل أن يستولى عليها نسل أدوم (عيسو) ( تث 2 : 12 )  
    وكان الإقليم أرضاً خصبة أيام موسى , كان يتمتع بزراعات جيدة .
    كانت " سالع" هى العاصمة  أصبحت " البتراء" فيما بعد .
 
 
   
                                                                                
أهم مدن الإقليم :-
           
               بُصرة، تيمان، البتراء، عصيون جابر.
 
وقد تم مؤخراً إدراج مدينة البتراء (والإسم مشتق من معنى التكوين الصخرى) ضمن عجائب الدنيا السبع القديمة بعد تعديلها، وذلك للتكوين المعمارى العجيب لمدينة البتراء والتى كانت منحوتة فى جبل مرتفع عن مستوى باقى الأرض، الأمر الذى أكسبها تحصيناً طبيعياً ومنعة ضد هجمات الغزاة، وقد أدى ذلك إلى إفتخار وتباهى أهلها وتحديهم لأعدائهم.
 
 
معنى كلمة ادوم :-
 
     " ادوم " هو لقب عيسو ,
     " ادوم " تعنى احمر او دموى ...
     " ادوم " تعنى الأرض ، والتى أُخذ منها آدم.
 
         و الأدوميون    يرمزون الى الانسان المحب لسفك الدم والمحب للأرضيات.
         و الأدوميون    اذاً هم بنو عيسو( تك 36 ) وكانو قد استولوا على أرض سعير بعد أن طردوا منها الحوريين ( تث 2 : 12) فدعيت أرض سعير ( أدوم)   وهى ارض جبلية وعرة ألهبت فيهم الشراسة و زادتهم عنفا و دموية.
 
 
 

موضوع السفر
 
 
إنتقام الله من كبرياء أدوم و تعظيمهِ لذاتهِ و ارتفاعهِ   كالنسر ووضع عشهِ فى جلد السماء " بين النجوم" و إطمئنانه " لتحصنه فى محاجئ الصخر المرتفعة" و لعداوة الأدوميين (نسل عيسو) الشديدة و الغير مبررة لإسرائيل.
 
 

الآية الرئيسية فى السفر :-
 
     عدد 15 (كما فعلت يفعل بك عملك يرتد على رأسك).     وهى تلخص موضوع السفر.
 
 
 
سمات السفر
 
 
-         أصغرأسفارالعهد القديم (يحتوى على أصحاح واحد من 21عدد)
-    موجه ضد أدوم الذى يرمز للإنسان المتكبر, والإنسان المحب للأرضيات , والإنسان الدموى سافك الدماء , والإنسان المغرور الذى يعتقد أنه محصن ضد قصاص و تأديب الله.
-    الهلاك هو عقاب ادوم الذى كره أخاه يعقوب بدون مبرر وشارك فى أذاه وفرح لضيقه إذ قام "كيريوس" ملك فارس بذبح الآلاف منهم كما تعرضوا ايام المكابيين لضربات مهلكة من اليهود.
-         خلاص يعقوب عندما يصبح المُلك للرب.


 
تاريخ الأدوميين مع بنى إسرائيل
  
    كان الأدوميون يرتبطون بصلة دم مع الإسرائيليين حيث أنهم أبناء عيسو ( ادوم ) الذين ورثوا عنه صفاته , وقد ذكر منها الكتاب المقدس أنه : -
 كان مستهتراً و مستبيحاً :
 " لئلا يكون احد زانيا او مستبيحا كعيسو الذي لاجل اكلة واحدة باع بكوريته " (عب 12 : 16) .
 تميز بالشراسة والصرامة و الإعتزاز بالنفس كالمقاتل الذى يصعب قهره :
" فكبر الغلامان و كان عيسو انسانا يعرف الصيد انسان البرية و يعقوب انسانا كاملا يسكن الخيام " ( تك 25 : 27 )
" فاجاب اسحق ابوه و قال له هوذا بلا دسم الارض يكون مسكنك و بلا ندى السماء من فوق , و بسيفك تعيش و لاخيك تستعبد و لكن يكون حينما تجمح انك تكسر نيره عن عنقك " ( تك 27: 39 , 40 )
 

كان كارهاً حانقاً تجاه أخيه يعقوب :
 
   " فحقد عيسو على يعقوب من اجل البركة التي باركه بها ابوه و قال عيسو في قلبه قربت ايام مناحة ابي فاقتل يعقوب اخي " ( تك 27 : 41 )
 
    وقد ازداد الأدوميون شراسة مع مرور الزمن , وظروف معيشتهم التى كانت دائماً كبدو فى الصحراء يسكنون الخيام و يواجهون عوامل بيئية صعبة فى الصحراء. كما أن موقع إقامتهم جغرافياً كان ذو طبيعة جبلية قاسية تولد الشراسة و العنف .
 
و كما لو كانوا قد ورثوا الإحساس بالرغبة فى الثأر من أبناء عمهم الإسرائيليين , فقد تولدت لدى عيسو الكراهية ليعقوب و الرغبة فى الإنتقام منه , والقسوة وعدم اللطف معه :    فقال لا تمر وخرج ادوم للقائه بشعب غفير و بيد شديدة , و ابى ادوم ان يسمح لاسرائيل بالمرور في تخومه فتحول اسرائيل عنه   (عد 20 : 14- 21 )
 
 كما يذكر سفر التكوين أن الصراع بين ادوم و اسرائيل كان قد بدأ منذ الحمل بهما فقد كانا ندين متصارعين منذ البداية الأولى : -
    " و تزاحم الولدان في بطنها فقالت ان كان هكذا فلماذا انا فمضت لتسال الرب
, فقال لها الرب في بطنك امتان و من احشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعب و كبير يستعبد لصغير " ( تك 25 : 22 , 23 ) .
 
 
    و تتجلى الروح العدائية و الكراهية التى أظهرها الأدوميون نحو الإسرائيليين عندما لم يأذنوا لهم بالعبور فى أرضهم وهم فى مشقة : -
 
    فنقرأ فى سفر العدد ص 20 عن شعب اسرائيل وهم فى طريقهم بعد الخروج من مصر و قد عانوا مشقة كبيرة , و بينما هم بالقرب من تخوم ادوم أرسل موسى يستأذن ملك ادوم فى المرور من خلال أرضهم دون أن يكلفوهم شيئاً أو يضروهم فى شئ , لكن الملك رفض , وخرج الشعب بيد شديدة ضد إخوانهم بنى إسرائيل .
 
     "وارسل موسى رسلا من قادش الى ملك ادوم هكذا يقول اخوك اسرائيل قد عرفت كل المشقة التي اصابتنا, ان ابائنا انحدروا الى مصر و اقمنا في مصر اياما كثيرة و اساء المصريون الينا و الى ابائنا, فصرخنا الى الرب فسمع صوتنا و ارسل ملاكا و اخرجنا من مصر و ها نحن في قادش مدينة في طرف تخومك, دعنا نمر في ارضك لا نمر في حقل و لا في كرم و لا نشرب ماء بئر في طريق الملك نمشي لا نميل يمينا و لا يسارا حتى نتجاوز تخومك , فقال له ادوم لا تمر بي لئلا اخرج للقائك بالسيف , فقال له بنو اسرائيل في السكة نصعد و اذا شربنا انا و مواشي من مائك ادفع ثمنه لا شيء امر برجلي فقط , فقال لا تمر و خرج ادوم للقائه بشعب غفير و بيد شديدة , و ابى ادوم ان يسمح لاسرائيل بالمرور في تخومه فتحول اسرائيل عنه" (عد 20 : 14- 21 )
 
     مع أن الله كان قد أوصى الإسرائيليين بهم لأنهم اخوتهم :
 
 (لاتكره أدوميا لأنه أخوك لا تكره مصريا لأنك كنت نزيلا ً فى أرضه " تث 23 :7 "   ).
 
     لكن ابتهج الأدوميون بسبى اورشليم و اشتركوا فى تخريبها :
 (اذكر يا رب لبنى أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى الى أساسها "مز137: 7 " ).
 
   وقد كان بالأحرى ومن الواجب على الأدوميين الذين هم أبناء عم للإسرائيليين , ألا يشتركوا مع الغازى المعتدى , أو لا يظهروا له تأييدهم على الأقل , هذا بالطبع إن سلمنا بإستبعاد الواجب الأحق وهو الدفاع إلى جانب أبناء عمهم ضد الغريب .
 
 
 
     لذلك فإن شر الأدوميين مع الإسرائيليين وقت ضيقهم ظهر فى أنهم:-
 
 
* اشتركوا مع الغرباء فى النهب.
* رفضوا مساعدتهم فى ضيقتهم.
* شمتوا بهم يوم هلاكهم.
* قاوموا الهاربين المنفلتين من الضيق.
 
 
 
 
         كانت هناك مواقف حادة و صدامات بين اسرائيل و ادوم عبر التاريخ 
 
      فقد تنوعت هذه الصدامات ما بين سيطرة اسرائيل على أمره تجاه ادوم الى مضايقة من ادوم الى انتصار آخر, وكانت يد الرب مع اسرائيل على امتداد هذه الصراعات   : -
 
1 -    ( 1صم 14 :47) : -
   و اخذ شاول الملك على اسرائيل و حارب جميع اعدائه حواليه مواب و بني عمون و ادوم و ملوك صوبة و الفلسطينيين و حيثما توجه غلب      
 
 2 -    ( 1مل 11 : 14 -17 ) : -
   و اقام الرب خصما لسليمان هدد الادومي كان من نسل الملك في ادوم, و حدث لما كان داود في ادوم عند صعود يواب رئيس الجيش لدفن القتلى و ضرب كل ذكر في ادوم, لان يواب و كل اسرائيل اقاموا هناك ستة اشهر حتى افنوا كل ذكر في ادوم, ان هدد هرب هو و رجال ادوميون من عبيد ابيه معه لياتوا مصر و كان هدد غلاما صغيرا .   
 
 3 - ( 2 مل 8 : 20 ) : -
      و في ايامه عصى ادوم من تحت يد يهوذا و ملكوا على انفسهم ملكا
  
     
 4 - ( 1 اخ 18 : 13 ) : -
      و جعل في ادوم محافظين فصار جميع الادوميين عبيدا لداود و كان الرب يخلص داود حيثما توجه   
 
 5 - (  2 اخ 20 : 22 , 23) : -
     و لما ابتداوا في الغناء و التسبيح جعل الرب اكمنة على بني عمون و مواب و جبل ساعير الاتين على يهوذا فانكسروا, و قام بنو عمون و مواب على سكان جبل ساعير ليحرموهم و يهلكوهم و لما فرغوا من سكان ساعير ساعد بعضهم على اهلاك بعض      
 
 6 - ( 2 اخ 25 : 11 , 12 ) : -
     و اما امصيا فتشدد و اقتاد شعبه و ذهب الى وادي الملح و ضرب من بني ساعير عشرة الاف, و عشرة الاف احياء سباهم بنو يهوذا و اتوا بهم الى راس سالع و طرحوهم عن راس سالع فتكسروا اجمعون
 
 
 
أنبياء آخرون تنبأوا على أدوم بالعقاب
 
 
   فبالرغم من أن سفر عوبديا إختص بالنبوءة على ادوم بالقصاص المريع إلا أن الكتاب المقدس ضم نبؤات أخرى ضد ادوم الشرير المتكبر , فقد أورد أنبياء آخرون مضمون الحكم الإلهى على ادوم بالهلاك :-
 
 
*    كاتب المزامير :-   
 
كلمات التحقير لأدوم والتى ترد بنفس النص لداود  فى كل من مزمورى (60), ( 108 ) :-
 
مواب مرحضتي على ادوم اطرح نعلي يا فلسطين اهتفي علي. من يقودني الى المدينة المحصنة من يهديني الى ادوم (مز 60 : 8 , 9).
مواب مرحضتي على ادوم اطرح نعلي يا فلسطين اهتفي علي. من يقودني الى المدينة المحصنة من يهديني الى ادوم (مز 108 : 9 , 10).
 
كما يذكر آساف  الشعوب التى تآمرت على اسرائيل و منهم ادوم و يتنبأ عليهم بالإبادة و أن يصيروا " دمناً " للأرض أى " سماداً أو زبلاً " :-
 
لانهم تامروا بالقلب معا عليك تعاهدوا عهدا . خيام ادوم و الاسمعيليين مواب و الهاجريون. جبال و عمون و عماليق فلسطين مع سكان صور. اشور ايضا اتفق معهم صاروا ذراعا لبني لوط سلاه. افعل بهم كما بمديان كما بسيسرا كما بيابين في وادي قيشون . بادوا في عين دور صاروا دمنا للارض (مز 83 : 5 - 10).
 
 
 و نجد فى المرثية الرائعة فى مزمور 137 فى البلاد الغريبة بلاد السبى على أنهار بابل :-
اذكر يا رب لبني ادوم يوم اورشليم القائلين هدوا هدوا حتى الى اساسها (مز 137 : 7).
 
 
 
*    اشعياء :-
 
- يتنبأ اشعياء ليهوذا و أفرايم    بالوفاق و العزة و إمتداد يدهما :-
و ينقضان على اكتاف الفلسطينيين غربا و ينهبون بني المشرق معا يكون على ادوم و مواب امتداد يدهما و بنو عمون في طاعتهما (اش 11 : 14)
 
-   و فى سياق سخط الرب على كل الأمم يأتى نصيب ادوم الشرير ( ص 34 ) :-
   لانه قد روي في السماوات سيفي هوذا على ادوم ينزل و على شعب حرمته للدينونة   . للرب سيف قد امتلا دما اطلي بشحم بدم خراف و تيوس بشحم كلى كباش لان للرب ذبيحة في بصرة و ذبحا عظيما في ارض ادوم و يسقط البقر الوحشي معها و العجول مع الثيران و تروى ارضهم من الدم و ترابهم من الشحم يسمن لان للرب يوم انتقام سنة جزاء من اجل دعوى صهيون , و تتحول انهارها زفتا و ترابها كبريتا و تصير ارضها زفتا مشتعلاً , ليلا و نهارا لا تنطفئ الى الابد يصعد دخانها من دور الى دور تخرب الى ابد الابدين لا يكون من يجتاز فيها
, و يرثها القوق و القنفذ و الكركي و الغراب يسكنان فيها و يمد عليها خيط الخراب و مطمار الخلاء , اشرافها ليس هناك من يدعونه للملك و كل رؤسائها يكونون عدما , و يطلع في قصورها الشوك القريص و العوسج في حصونها فتكون مسكنا للذئاب و دارا لبنات النعام , و تلاقي وحوش القفر بنات اوى و معز الوحش يدعو صاحبه هناك يستقر الليل و يجد لنفسه محلا , هناك تحجر النكازة و تبيض و تفرخ و تربي تحت ظلها و هناك تجتمع الشواهين بعضها ببعض , فتشوا في سفر الرب و اقراوا واحدة من هذه لا تفقد لا يغادر شيء صاحبه لان فمه هو قد امر و روحه هو جمعها , و هو قد القى لها قرعة و يده قسمتها لها بالخيط الى الابد ترثها الى دور فدور تسكن فيها   (اش 34 : 5 - 17)
 
-   و نجد " المتكلم بالبر العظيم للخلاص " و ثيابه قد احمرت كدائس المعصرة بعد أن داس ادوم واقتص لشره :-
    من ذا الاتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته    انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص (اش 63 : 1) .
 
 
 
*   ارميا :-
 
 يعرض أرميا سيلاً من النبؤات بالقصاص لجميع الأمم لسبب الشرور الكثيرة التى تقترفها , ولا يفلت ادوم بالطبع من القصاص و حكم العدل الإلهى.
 
 #- عقاب الرب يحل بكل الأمم , المختون و الأغلف , و بينهم أدوم :-
مصر و يهوذا و ادوم و بني عمون و مواب و كل مقصوصي الشعر مستديرا الساكنين في البرية لان كل الامم غلف و كل بيت اسرائيل غلف القلوب (ار9 : 26).
  
 #-   كأس خمر سخط الرب على كل الأمم ( ص 25 : 15 - 38) :-
و ادوم و مواب و بني عمون (ار25 : 21).
 
 #- ربط و أنيار على أعناق الشعوب بيد نبوخذناصر الذى أعطاه الرب أن يسوق الشعوب :-
و ارسلها الى ملك ادوم و الى ملك مواب و الى ملك بني عمون و الى ملك صور و الى ملك صيدون بيد الرسل القادمين الى اورشليم الى صدقيا ملك يهوذا (ار27 : 3).
 
 #-   وفى أصحاح 49 الأعداد 7 الى 22 نجد الوعيد لأدوم :-
   ... عن ادوم هكذا قال رب الجنود الا حكمة بعد في تيمان هل بادت المشورة عن الفهماء هل فرغت حكمتهم , اهربوا التفتوا تعمقوا في السكن يا سكان ددان لاني قد جلبت عليه بلية عيسو حين عاقبته , لو اتاك القاطفون افما كانوا يتركون علالة او اللصوص ليلا افما كانوا يهلكون ما يكفيهم , و لكنني جردت عيسو و كشفت مستتراته فلا يستطيع ان يختبئ هلك نسله و اخوته و جيرانه فلا يوجد , اترك ايتامك انا احييهم و اراملك علي ليتوكلن , لانه هكذا قال الرب ها ان الذين لا حق لهم ان يشربوا الكاس قد شربوا فهل انت تتبرا تبرؤا لا تتبرا بل انما تشرب شربا , لاني بذاتي حلفت يقول الرب ان بصرة تكون دهشا و عارا و خرابا و لعنة و كل مدنها تكون خربا ابدية , قد سمعت خبرا من قبل الرب و ارسل رسول الى الامم قائلا
 
تجمعوا و تعالوا عليها و قوموا للحرب , لاني ها قد جعلتك صغيرا بين الشعوب و محتقرا بين الناس , قد غرك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجئ الصخر الماسك مرتفع الاكمة و ان رفعت كنسر عشك فمن هناك احدرك يقول الرب , و تصير ادوم عجبا كل مار بها يتعجب و يصفر بسبب كل ضرباتها, كانقلاب سدوم و عمورة و مجاوراتها يقول الرب لا يسكن هناك انسان و لا يتغرب فيها ابن ادم , هوذا يصعد كاسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم لاني اغمز و اجعله يركض عنه فمن هو منتخب فاقيمه عليه لانه من مثلي و من يحاكمني و من هو الراعي الذي يقف امامي ,    لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على ادوم و افكاره التي افتكر بها على سكان تيمان ان صغار الغنم تسحبهم انه يخرب مسكنهم عليهم, من صوت سقوطهم رجفت الارض صرخة سمع صوتها في بحر سوف , هوذا كنسر يرتفع و يطير و يبسط جناحيه على بصرة و يكون قلب جبابرة ادوم في ذلك اليوم كقلب امراة ماخض      (ار 49 : 7 - 22)
 
 
 #-   و فى المراثى لا يغيب ادوم عن دائرة القصاص :-
 
اطربي و افرحي يا بنت ادوم يا ساكنة عوص عليك ايضا تمر الكاس تسكرين و تتعرين (مرا 4 : 21).
      قد تم اثمك يا بنت صهيون لا يعود يسبيك سيعاقب اثمك يا بنت ادوم و يعلن خطاياك (مرا 4 : 22).
 
 
 
*   حزقيال :-
  
 - هكذا قال السيد الرب من اجل ان ادوم قد عمل بالانتقام على بيت يهوذا و اساء اساءة و انتقم منه (حز 25 : 12)
   - لذلك هكذا قال السيد الرب و امد يدي على ادوم و اقطع منها الانسان و الحيوان و اصيرها خرابا من التيمن و الى ددان يسقطون بالسيف (حز 25 : 13)
   - و اجعل نقمتي في ادوم بيد شعبي اسرائيل فيفعلون بادوم كغضبي و كسخطي فيعرفون نقمتي يقول السيد الرب (حز 25 : 14)
   - هناك ادوم و ملوكها و كل رؤسائها الذين مع جبروتهم قد القوا مع القتلى بالسيف فيضطجعون مع الغلف و مع الهابطين في الجب (حز 32 : 29)
   - كما فرحت على ميراث بيت اسرائيل لانه خرب كذلك افعل بك تكون خرابا يا جبل سعير انت و كل ادوم باجمعها فيعلمون اني انا الرب (حز 35 : 15)
   - من اجل ذلك هكذا قال السيد الرب اني في نار غيرتي تكلمت على بقية الامم وعلى ادوم كلها الذين جعلوا ارضي ميراثا لهم بفرح كل القلب و بغضة نفس لنهبها غنيمة (حز 36 : 5)
 
 
 
*   يوئيل :-
 
مصر تصير خرابا و ادوم تصير قفرا خربا من اجل ظلمهم لبني يهوذا الذين سفكوا دما بريئا في ارضهم (يؤ 3 : 19)
 
 
 
*   عاموس :-
 
   هكذا قال الرب من اجل ذنوب غزة الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم سبوا سبيا كاملا لكي يسلموه الى ادوم   ,    فارسل نارا على سور غزة فتاكل قصورها
 , و اقطع الساكن من اشدود و ماسك القضيب من اشقلون و ارد يدي على عقرون فتهلك بقية الفلسطينيين قال السيد الرب    ,    هكذا قال الرب من اجل ذنوب صور الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم سلموا سبيا كاملا الى ادوم و لم يذكروا عهد الاخوة    ,     فارسل نارا على سور صور فتاكل قصورها    ,    هكذا قال الرب من اجل ذنوب ادوم الثلاثة و الاربعة لا ارجع لانه تبع بالسيف اخاه و افسد مراحمه و غضبه الى الدهر يفترس و سخطه يحفظه الى الابد ,   فارسل نارا على تيمان فتاكل قصور بصرة (عا 1 : 6 - 12)
 
   - هكذا قال الرب من اجل ذنوب مواب الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم احرقوا عظام ملك ادوم كلسا (عا 2 : 1)
 
   - لكي يرثوا بقية ادوم وجميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا (عا 9 : 12)
 
 
 
ملاخى :-
 
       لان ادوم قال قد هدمنا فنعود و نبني الخرب هكذا قال رب الجنود هم يبنون و انا اهدم   و يدعونهم تخوم الشر و الشعب الذي غضب عليه الرب الى الابد (ملا1 : 4)
 
 
 
 
محتويات السفر:
 
 
أولأ : كبرياء أدوم ع (1 – 9):
 
 
   - اعتماده علي إمكانياته الخاصة لا الله :
 
 " تكبر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجيء الصخر" أي شقوق الصخر (ع 3).
فقد اعتقد الأدوميون وهم رجال بأس و أبطال حروب أنهم لن يكونوا يوماً فريسة أو غنيمة لمحارب , و أنهم بتحصنهم بالجبال و تضاريسها الصعبة لن يستطيع جيش أن ينال منهم . لم يعتمد ادوم على ذراع الرب كما فعل يعقوب , ولم يحتمِ بالرب يوم ضيق فلم يجد مهرباً من أعدائه ولم يستطع أن يقف فى وجه مقاوميه , فباد واندثرت أمجاد عظمته .
 
 
   - الله يحذر المتكبرين :
 
 "أن كنت ترتفع كالنسر وان كان عشك موضوعا بين النجوم فمن هناك أحدرك يقول الرب" (ع 4).            
لأن الرب يكسر كبرياء المتكبرين :
 " يشرف على كل متعال هو ملك على كل بني الكبرياء " (اي 41 : 34) – " تاتي الكبرياء فياتي الهوان و مع المتواضعين حكمة " (ام 11 : 2) – " قبل الكسر الكبرياء و قبل السقوط تشامخ الروح " (ام 16 : 18) – " كبرياء الانسان تضعه و الوضيع الروح ينال مجدا " (ام 29 : 23)
 " هذا كان اثم اختك سدوم الكبرياء و الشبع من الخبز و سلام الاطمئنان كان لها و لبناتها و لم تشدد يد الفقير و المسكين " (حز 16 : 49)
 
 
   - الله يحذره، و قدعرَّفه بخرابِه :
 
تكبر قلبك قد خدعك ايها الساكن في محاجئ الصخر رفعة مقعده القائل في قلبه من يحدرني الى الارض  ,   ان كنت ترتفع كالنسر و ان كان عشك موضوعا بين النجوم فمن هناك احدرك يقول الرب   ( 3 , 4 )
 
 
   - الله يبيد حكماءهم وفهماءهم :
 
الا ابيد في ذلك اليوم يقول الرب الحكماء من ادوم و الفهم من جبل عيسو
, فيرتاع ابطالك يا تيمان لكي ينقرض كل واحد من جبل عيسو بالقتل ( 8 , 9 )
 
 
   - الله قادر أن يذل كبرياء المتكبرين :
 
فتخبرنا كلمة الله فى سفر دانيال عن نبوخذ نصر وتجربته القاسية لنتيجة الكبرياء , وقد انتهت به التجربة الى معرفة هذه الحقيقة عينها ( أن الله هو المتسلط فى مملكة الناس وهو القادر أن يذل الجبابرة الذين يتعالون على سلطانه )   و قد قدم تقريراً محدداً عن تجربته : -
 " فالان انا نبوخذنصر اسبح و اعظم و احمد ملك السماء الذي كل اعماله حق وطرقه عدل ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على ان يذله " (دا 4 : 34)
 
 
ثانيا : كراهيته و مكيدته لأخيـه يعقوب ع (10 – 14):
 
ان كان الكبرياء يحسب خطية موجهه ضد الله نفسه حيث يتجاهل الإنسان إمكانيات الله وحبه له ورعايته متكلا علي ذراعه البشري وقوته ونفوذه وسلطانه, فان كراهية الآخرين موجهه ضد الله لهذا جاءت وصية حب الآخر مكملة لحب الله وحسبها السيد وصية واحدة ، لأننا لا نقدر ان نحب الله خارج محبتنا لخليقته المحبوبة لديه. و قد شدد الرب يسوع فى تعاليمه على حب الآخر و قبوله , كما جاءت تعاليم الرسل للكنيسة الأولى و لنا طبعاً مؤكدة على محبة و قبول الآخرين : -
 
*     سمعتم انه قيل تحب قريبك و تبغض عدوك و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم
, لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار و الصالحين و يمطر على الابرار و الظالمين , لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك , و ان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا , فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل (مت 5 : 43 - 48)
*     اكرم اباك و امك و احب قريبك كنفسك (مت 19 : 19)
*     و الثانية مثلها تحب قريبك كنفسك (مت 22 : 39)
*     و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين (مر 12 : 31)
*      فاجاب و قال تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك و قريبك مثل نفسك (لو 10 : 27)
*     لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته و ان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك (رو 13 : 9)
*     لان كل الناموس في كلمة واحدة يكمل تحب قريبك كنفسك (غل 5 : 14)
*     فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلون (يع 2 : 8)
 
     --- لذلك وجه الله لأدوم العقاب لكراهيته لأخيه يعقوب والأذى الذى بدر منه تجاه أخيه وهو ما تمثل فى :
 1 - اشتراكه مع الغرباء (نبوخذنصر) في النهب و التخريب .
 2 - رفضه مساعده أخيه أثناء ضيقته بل وقف مقابله (ع 11) ينظر ولا يسند !
 3 - الشماتة به يوم هلاكه.
 4 - مقاومة المنفلتين الهاربين من الضيق حتى لايتمكنوا من الفرار من المعتدى.
 
 
ثالثا : الرب يملك (ع 15 – 21) :
 
   - أدوم يمثل إبليس بكونه سافك دم وقتال للناس يربطهم بالأرضيات ويسحب قلوبهم عن السماويات .. لهذا لكي يملك الرب يلزم أن يرتد عمل إبليس علي رأسه فتهلك مملكته , و يخلص المأسورين تحت سلطانه ، وما يحدث لإبليس ليس نقمة إلهية إنما هو ثمر طبيعي و نتيجة حتمية لشره لأن الشر يؤذى الشرير نفسه أيضاً.
   - إن كان يعقوب يشير إلى إسرائيل الجديد فانه إذ يبيد الرب قوة إبليس ويهدم سلطانه إنما لكي يعلن ملكوته في شعبه . 
   - تكون علي جبل صهيون نجاة أو خلاص( و جبل صهيون يمكن اعتباره إشارة الى الكنيسة).
   - ويكون مقدسا.
   - ويرث بيت يعقوب.
   - ويكون بيت يعقوب نارا ( عمل الروح القدس الناري).
      إذ تنعم بالخلاص وتتقدس للرب وترث الحياة الجديدة و يملك الرب.
 
 
                                                                            
 
دروس مستفادة
 
   لا شك أن سفر عوبديا على صغر حجمه ، و محدودية موضوعه بين أسفار الكتاب المقس أو اسفار العهد القديم خصوصاً , فهو يقدم لنا عدة دروس لابد أن نعيها و لابد أن ندرك المغزى والمعنى من وجودها بين الأسفار المقدسة , لأننا نؤمن أن كل ما كُتِبَ هو للتعليم :
 ( لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا " رو 15 :4 ")     ( فهذه الامور جميعها اصابتهم مثالا و كتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور "1كو 10 : 11")    ( كل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ للتقويم و التاديب الذي في البر" 2تي 3 : 16") .
 ففى سفر عوبديا نلاحظ كبرياء الإنسان المتمثل فى ادوم , و كيف يرى الإنسان قوته ناسياً أو متناسياً سلطان الله فى الوجود , واعتقاده أنه فى مأمن من النوازل والمصائب , وهو لم يفكر فى الخضوع لله والإحتماء بظل عظمته وإدخار رحمة الله ليوم البلية, واعتقد أن خضوعه للرب هو إنتقاص و مذلة رفضتها نفسه المتعالية , ولم يفعل الصواب بالإنتماء إلى الرب صاحب السلطان وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته , فكان كبريائه و شر قلبه كافياً لإنكساره . 
    ولم يستطع ادوم الذى كان يكره أخاه أن يزيحه عن طريقه بواسطة هذه الكراهية , و لا أن يستفيد لنفسه بتحقيق شئ أفضل لحياته , فلم نسمع يوما عن شخص كره آخر فتمكن بقوة هذه الكراهية أن يحقق ما يريده نحوه , أو أن تسمو به هذه الكراهية إلى مستوىً أرقى أو إلى حياة أفضل , فالمحبة فقط هى التى تستطيع أن تبنى و تسمو بالإنسان , وتعطيه حياةً أفضل .
   ونجد هنا رب الجنود الذى لايترك أبناءه ولا ينسى عمل يديه عندما يتعرضون لشر الأشرار , وهو المنتقم لكل شر موجّه ضد ابنائه , حتى وإن تأنّى و سمح بأن يواجه أبناءه بعض الأذى , لكنه لا يترك الشرير بدون عقاب حتى إذا بدا ذلك متأخراً أو على غير المأمول و غير المُتخيَّل , إلا أنه لابد أن ينتقم الرب لأبنائه من ظالميهم , و يخرج الحق الى النور .
 
 
   فيمكن أن نجمل هذه الدروس من سفر عوبديا كالتالى :-
 
1- المتكبر المتغطرس لن يستطيع أن يهرب من عقاب الله الديان العادل فمهما تعاظم الإنسان ومهما بلغت به القوة و السطوة فإنه فى النهاية تحت طائلة العدل الإلهى .
 
2- شرور الإنسان من حقد و كراهية و غيرة رديئة و تربص وكيد للآخرين لن تفيده ولن تزيل من أمامه هذا الآخر المكروه , كما لن تعطيه هو أية إضافة نحو الأفضل .
 

3- الله لا يترك من قام بإيذاء أبنائه دون القصاص منه , حتى لو كان ذلك الأذى فى سياق خطة الله لأبنائه للتأديب و بسماح منه لحدوثه فى حينه , لإظهار مجد و قوة الله لخلاص الإنسان . 








إعداد قسم الدراسات والنشر بالكنيسة الرسولية ببنى مزار
 
 
 
 

          عودة لصفحة الدراسات                                      عودة لصفحة البداية 






.


 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free